┈•┈••••┈•┈
(( عدم صحة قصة عنكبوت الغار والحمامتين
قال – محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله-:
واعلم أنَّهُ لا يصحُّ حديث في عنكبوت الغار والحمامتين علىٰ كثرة ما يُذكر ذٰلك في بعض الكتب والمحاضرات التي تُلقى بمناسبة هجرتِهِ صلَّى الله عليه وسلم إلى المدينة، فكُن مِن ذٰلك عَلىٰ عِلم.
المصدر: السلسلة الضعيفة حديث رقم: 1189.
وقال رحمه الله في موضع آخر في السلسلة الضعيفة أيضًا تحت حديث:
1129- "انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار، فدخلا فيه، فجاءت العنكبوت، فنسجت على باب الغار، وجاءت قريش يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم....."
قال:
ثمَّ إنَّ الآية المتقدمة ﴿وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا﴾[1] فيها ما يُؤكِّد ضعف الحديث؛ لأنَّها صريحة بأنَّ النَّصر والتأييِّد إنَّما كان بجنودٍ لا تُرىٰ، والحديث يُثبت أنَّ نصره صلى الله عليه وسلم كان بالعنكبوت، وهو مما يُرىٰ، فتأمَّل.
والأشبه بالآية أنَّ الجنود فيها إنَّما هم الملائكة، وليس العنكبوت ولا الحمامتين؛ ولذٰلك قال البغوي في "تفسيره" (4/174) للآية:
"وهم الملائكة نزلوا يصرفون وجوه الكفار وأبصارهم عن رؤيته".
الشيخ: محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-
السؤال:
هل عش العنكبوت والحمامتين وارد يوم اختفى الرسول صلى الله عليه وسلم في غار ثور؟
الجواب:
لا، يذكر المؤرخون: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم حين اختفىٰ في غارِ ثور عشَّشت عليه العنكبوت ووقعت الحمامة علىٰ غُصنِ شجرة؛ وهٰذا كذب لا صحة له، ولا فيه آية للرسول عليه الصلاة والسلام ينقل، أي إنسان تُعشِّش العنكبوت وتكون حوله حمامة إذا رآه من يراه يقول: ما في أحد؛ لكن الرسول عليه الصلاة والسلام أعمى الله أبصارهم عنه؛ ولهٰذا قال أبو بكر: (يا رسول الله! لو نظر أحدهم إلىٰ قدَمِهِ لأبْصَرَنا)؛ لأنَّه لا يوجد مانع، فالعنكبوت والحمامة لا صحة لذكرهما عند اختفاء النبي صلى الله عليه وسلم في غار ثور.
ولهٰذا يحترم كثير من الناس العنكبوت، يقول: لا تقتلها؛ لأنها عششت على النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا كان الوزغ يُقتل؛ لأنَّه كان ينفخ في النار على إبراهيم فهٰذه تُكرَم؛ فنقول: لا، العنكبوت تُقتَل إذا آذت مثل غيرها، وهي تؤذي بعض الأحيان تعشش على الكتب وعلى الجدار فتُقتل؛ بل في حديث لٰكنه ضعيف الأمر بقتل العنكبوت.
#المصدر: لقاء الباب المفتوح (اللقاء: 229 /السؤال: 4)
وقال –رحمه الله- أيضًا في سلسلة لقاء الباب المفتوح (اللقاء: 16 /السؤال: 1):
وبهٰذه المناسبة أودُّ أن أُنبِّه علىٰ أنَّه يوجد في بعض الكتب أنَّ العنكبوت ضَربت علىٰ بابِ الغار نسيجًا وعشِّ الحمامة وهٰذا لا صحة له، ليس هناك نسيج من العنكبوت وليس هناك حمامة على شجرة علىٰ باب الغار، إنما هي حماية الله ولهذا قال أبو بكر رضي الله عنه: ((لو نظر أحدهم إلىٰ قدمه لأبصرنا)) لو نظر أحدهم إلىٰ قدمه لأبصر النبي صلى الله عليه وسلم و أبا بكر؛ ولكن الله أعمى أبصارهم فلم يروا أحدًا في هٰذا الغار وانصرفوا عنه.
توجيه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لمقولة : اختلاف أمتي رحمة !
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في ذكر فوائد قول الله "وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد" :
ومنها: أن الاختلاف ليس رحمة؛ بل إنه شقاق، وبلاء؛ وبه نعرف أن ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اختلاف أمتي رحمة»(1) لا صحة له؛ وليس الاختلاف برحمة؛ بل قال الله سبحانه وتعالى: { ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك } [هود: 118] أي فإنهم ليسوا مختلفين؛ نعم؛ الاختلاف رحمة بمعنى: أن من خالف الحق لاجتهاد فإنه مرحوم بعفو الله عنه؛ فالمجتهد من هذه الأمة إن أصاب فله أجران؛ وإن أخطأ فله أجر واحد؛ والخطأ معفو عنه؛ وأما أن يقال هكذا على الإطلاق: «إن الاختلاف رحمة» فهذا مقتضاه أن نسعى إلى الاختلاف؛ لأنه هو سبب الرحمة على مقتضى زعم هذا المروي!!! فالصواب أن الاختلاف شر.
---------------------
(1) قال الألباني في السلسلة الضعيفة: لا أصل له، ولقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند، فلم يوفقوا (1/76 حديث رقم 57).
تفسير سورة البقرة ، آية 176 ، المجلد الثاني